الثلاثاء، 21 يونيو 2011

المنظار

راودتني إحدى زميلاتي بتجربة مرت بها أعجبتها وأعجبتني كذلك،فابتدأت قائلة:
عندما كنت في مدرستي المتوسطة،أحببت معلمة اللغة العربية كثيرا،ولكنها رأتني دائما حزينة،وأنني ميئوسة من هذه الحياة الفانية...
فأجلستني معها في يوم من الأيام لتنصحني بإزالة المنظار الأسود واستبداله بالمنظار الأبيض الجميل......
فأحببت أن أكتب عن هذا المنظار الذي تخلف عنه العديد من البشر،ونسبوه لأولادهم دون أن يشعروا بذلك،فالمحيط الذي نعيش فيه هو الذي نتعلم منه الكثير والكثير،ونأخذ صفاتنا وأخلاقياتنا منه،فإذا كان هذا المحيط يعيش بالمنظار الأبيض سلبناه منه،وإن كان يعيش بالآخر اعتدنا عليه..جميع البشر لديهم مأساة وحزن،وجميعهم لديهم أفراح وسعادة،ولكن ساعات الحزن تتغلب عن ساعات الفرح..فهل هذا سيجعلنا يائسون من الحياة؟!..
فالإنسان مخير بين إحدى المنظارين إما الأسود أو الأبيض،لماذا نختار الأسود الذي يجعل حياتنا قبيحة ويائسة و محزنة كذلك وتضمها الاضطراب والخوف والرهبة،فما بالكم لو اخترنا المنظار الأبيض الذي يجعلنا فرحون سعيدين نعيش بهدوء وسكينة ورخاء وحب..صحيح أن هناك أوقات تفرض على الإنسان عدم الاختيار بل الخوض في التجربة بإحدى المنظارين،ولكن بمجهودنا يمكننا أن نجعل حياتنا جميعها بالمنظار الأبيض،ونهزم تلك الأوقات والساعات والأيام التي تفرض علينا أشياء نحن لا نريدها..

فاعلمي عزيزتي القارئة/عزيزي القارئ :  أن الحياة فانية وأن الآخرة هي دار القرار فلما الاستعجال والتعب والحزن.