الأحد، 4 مارس 2012

آلـــة الكمــان.


يا ألة الكمان:
اعزفي،لحنّي ما تريدين،اصرخي بألحانك متى تشائين..فتلك الألحان الحزينة،وتلك الأنغام المؤلمة،التي تعبّرين بها عمّا يسكن في أخشابك الجميلة،تجعلني أشعر وكأنني ملكت العالم،عندما لا أجد أحدا حولي فإنّني ألتجأ إليك،وأتلمّس أوتارك؛لأحمل ذلك القوس الجميل،وأبدأ بوضع أذني على أخشابكِ؛لأسمع قلبك بماذا ينبض،وكلامك عن ماذا يتكلم،يحسبون البشرأنك جمادا مصنوعة من خشب،لا تسمعين،لا تشعرين،لا تفهمين،ولكن لم يعلموا انّ تلك الألحان،والأنغام،والمشاعر والأحاسيس،التي تخرج من بين أوتارك تألّفيها وتكتبيها،وتسطّريها بتلك الأوراق البيضاء إثر فهمك لمشاعر النّاس،إثراستعابك لأحاسيس من حولك..أيتها الكمان لا تنصتي إلى من أهانك،امسحي تلك الأحزان،لحّني بتلك الألحان..فإّنني أحبّك،أحبّ الإستماع إليكِ،أحب العزف عليكِ،وأحبّ أن أتعلّمك .. صدّقيني إنّني اشعر بكِ رغم انّك تعيشين بتلك الحقيبة السوداء،تخرجين منها لتعزفين لنا،ثم تعودين لها،تحسبين انّني لا افهمك،ولكنني افهمك،افهم مشاعرك..صدّقيني ما تعيشينه أعيشه،وما تشعرين به اشعر به،ولكن سويّا سنغير ألحاننا إلى ألحان الفرح والسعادة،إلى أنغام الهناء،وسنحوّل تلك الحقيبة إلى حقيبة مليئة بعالم جميل،زهور على أطراف الطريق،وألحان تغدو بين الأراحيق،سأمسك بكِ لنعزف ألحان الفرح،يحسبون البشر انّك تعزفين ألحان الحزن فقط،ولكن لم يعلموا أنّ بداخلكِ أنين يصرخ،يريد أن يتحرر،فحرّريه اعزفي،لوني،لحّني،اكتبي،سطّري فأنا افهمك،وسأضلّ بجانبك..سيحسب من يقرأ بأنني مجنونة،وسيضعون ويرسمون لي علاماتٍ من التّعجب!!،ويسألونني كيف تخاطبين جمادا لا يفهمك؟!.. سأردّ عليهم بأعلى صوتي،وكيف يعزف كمانِ ما أريده إن كان لا يفهمني!،إن كان لا يفهمنا فلماذا جميعكم تسمعون ألحانه؟،وأنغامه؟!،فكّروا للحظة معي،إن كل جماد يشعر بنا صدّقوني،ولكن لن تشعروا بهذا الجماد الا اذا اعطيتموه بعض الحنان،وجعلتم قلوبكم تتعلّق به صدّقوني ستشعرون ما أشعر به،وستعتبرونه وكأنّه حي مثلنا. 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حلوو كثيـــر